دمشق: قال نشطاء معارضون ان ما لايقل عن 27 من الجنود والمعارضين
والمدنيين السوريين قتلوا في اعمال عنف يوم الجمعة وذلك قبل اربعة ايام فقط
من مهلة تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لسحب القوات السورية من البلدات
وافق عليها الرئيس بشار الاسد في اطار خطة سلام تدعمها الامم المتحدة .
وقال الجيش السوري الحر انه اجتمع مع وفد من مبعوث السلام كوفي عنان
الاسبوع الماضي واكد ان مقاتليه سيوقفون اطلاق النار اذا سحب الاسد دباباته
وقواته الى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف اطلاق النار الخميس المقبل.
وقال العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر لرويترز ان الجانبين
اجريا محادثات وقال الجيش السوري الحر انه اذا التزم النظام بالخطة وسحب
قواته من المدن واعادها الى ثكناتها الاصلية فسوف يلتزم الجيش السوري الحر
بالخطة.
وامتنع الاسعد عن اعطاء تفاصيل اخرى.
وتدعو الخطة الى سحب القوات بحلول العاشر من ابريل نيسان ووقف لاطلاق
النار بحلول 12 من الشهر نفسه. وابلغ الاسد عنان قبل اسبوعين قبوله البنود.
ولا تنص خطة عنان على انسحاب الى الثكنات. وتقول انه يتعين على الجيش “بدء
سحب التركيزات العسكرية في المراكز السكنية والمناطق الواقعة حولها.”
ولكن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انتقد بحدة الحكومة السورية
يوم الجمعة بسبب استمرار هجماتها على المدنيين وطالبها بوقف كل عملياتها
العسكرية وفقا لما تعهدت به.
واشار الى ان احدث جرائم القتل تعادل خرقا لمطالب مجلس الامن الدولي بان تتحرك دمشق نحو وقف لاطلاق النار.
وقال بيان اصدره المكتب الصحفي للامين العام للامم المتحدة ان “المهلة
الزمنية في العاشر من ابريل للوفاء بتنفيذ التزامات الحكومة (بوقف اطلاق
النار وسحب قواتها) مثلما وافق مجلس الامن ليست عذرا لمواصلة القتل.
“السلطات السورية مازالت مسؤولة بشكل كامل عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي.
“لابد من وقف ذلك فورا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على
الاقل من بينهم اربعة منشقين عن الجيش في مدينة حمص مركز الانتفاضة بوسط
سوريا. وقال المرصد ان جنديين قتلا في اشتباكات منفصلة بينما قتل شخص في
بلدة دوما.
واضاف المرصد الذي يستخدم شبكة من العلاقات داخل سوريا للحصول على
معلوماته ان سبعة مدنيين قتلوا كما قتل اربعة جنود في اشتباكات وقصف في
عندان شمالي حلب. وقال ان ثلاثة قتلوا في حماة.
وقال عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية انه يجب
على الحكومة والمعارضة وقف القتال بحلول السادسة صباحا بتوقيت دمشق (0300
بتوقيت جرينتش) يوم 12 ابريل نيسان الجاري اذا التزمت دمشق بموعدها النهائي
قبل ذلك بثماني واربعين ساعة لسحب القوات من المدن والكف عن استخدام
الاسلحة الثقيلة.
واتهم معارضو الاسد الجيش السوري باستغلال فترة ما قبل وقف اطلاق النار
في تكثيف الهجمات. واتهمت سوريا المنشقين بالقيام بالشيء نفسه.
وقالت سوريا في رسالة الى الامم المتحدة نشرت الجمعة ان “الاعمال
الارهابية” التي ترتكبها جماعات مسلحة تصاعدت خلال الايام الاخيرة خاصة منذ
التوصل الى تفاهم بشأن خطة عنان.
واضافت ان على المجتمع الدولي ومجلس الامن ان يتخذا الخطوات اللازمة لمنع ووقف التمويل لاي “انشطة ارهابية” ضد سوريا.
وذكر نشطاء ومسؤول تركي ان القوات السورية تزرع الالغام الارضية قرب
الحدود مع تركيا في محاولة لاعاقة تدفق اللاجئين والامدادات للمنشقين.
وقال المسؤول التركي بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته “السوريون يلغمون الحدود خاصة في جانب ادلب الشمالي مما يقيد تدفق اللاجئين.”
وقالت تركيا انه يوجد الان 23835 لاجئا سوريا على أراضيها.
وقال مسؤول تركي ان اكثر من 2800 سوري عبروا الحدود يوم الخميس وهو ما يزيد على مثلي المتوسط اليومي السابق.
وتحدث ناشطون يوم الجمعة عن اطلاق دبابات نيرانها في بلدة دوما قرب دمشق وفي عندان وحمص والرستن.
وقال ناشط محلي ان ما لايقل عن خمس دبابات وعشر حافلات محملة برجال امن
وشبيحة دخلت دوما. وفي الرستن قال ناشط ان مقاتلي الجيش السوري الحر واجهوا
تقدما لدبابات في الصباح . وقال انهم اوقفوا التقدم وغادر جيش الاسد ثم
بدأت المدفعية بعد ذلك.
ويصعب التحقق من هذه الروايات لان الحكومة السورية تفرض قيودا على دخول الصحفيين المستقلين.
ونشرت واشنطن يوم الجمعة صورا التقطتها اقمار صناعية تجارية ت انها تظهر
وضع سوريا لوحدات مدفعية لضرب مناطق سكنية ونقلها بعض القوات من بلدة
لاخرى .
وقال روبرت فورد السفير الامريكي لدى سوريا “يجب على النظام والشعب في سوريا ان يعرفان اننا نتابع.لا يمكن للنظام اخفاء الحقيقة.”
واضاف ان الصور اظهرت سحب دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز وهي قرية شرقي مدينة ادلب .
ولكن فورد قال ان”الحكومة السورية حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج تفتناز الى بلدة زيردانا القريبة.”
وينحي الاسد باللائمة في الصراع على “ارهابيين” يتلقون الدعم من الخارج
واقترح اجراء انتخابات برلمانية في السابع من مايو ايار وعدد من الاصلاحات
الاخرى. ويرفض معارضوه ذلك ويصفونه بالمهزلة قائلين ان اجراء انتخابات
حقيقية وسط اعمال العنف مستحيل.
وخرجت مظاهرات في محافظة الحسكة بشرق سوريا في بلدة القامشلي ودير الزور
وحمل المتظاهرون علم المعارضة السورية ووجهوا التحية لمدن أخرى معارضة.
وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان قوات الاسد قتلت أكثر من تسعة الاف شخص خلال الانتفاضة.
وتقول سوريا ان 6044 شخصا قتلوا منهم 2566 من جنود الشرطة والجيش.
والقوى الغربية غير مقتنعة بان الاسد سيلتزم بوقف اطلاق النار الذي وعد
به ويعتقدون انه قد يسعى لاستغلال ثغرات تعطيه فسحة من الوقت لاصابة الجيش
السوري الحر بالشلل وردع المحتجين.
ومن غير الواضح أيضا ما اذا كان الجيش السوري الحر المعارض يسيطر بشكل
كامل على مقاتليه بما يسمح بالالتزام بخطة عنان لوقف اطلاق النار.