نجوم الدراما السورية
"مصائب قوم عند قوم فوائد" لعل هذا أفضل وصف لما ترتب على تراجع الإنتاج
الدرامى السورى هذا العام، وما سيترتب عليه من تعظيم الفرص أمام المنتج
الدرامى المصرى بعد تراجع منافسه الأول فى سوق القنوات العربية.
الدراما السورية تعانى تراجع الإنتاج هذا العام بسبب ما تمر به سوريا من
أحداث دموية، وما ترتب عليه من ارتباك اقتصادى أثر بدوره على حركة رأس
المال فى صناعة الدراما بخلاف التوتر الأمنى الذى ترتب عليه عدم استقرار
الشارع مما يصعب معه توافر الأجواء المناسبة للتصوير.
كما أن الأعمال السورية التى من الممكن أن ينتهى تصويرها رغم تلك الظروف
فسوف تعانى من أزمة حقيقية فى تسويقها، خصوصا بعد تصريحات كبار نجوم
الدراما السورية المواليين لحكم بشار الأسد، والذين تم وضعهم داخل قائمة
"العار" حسبما يسميها النشطاء السوريون، وبعد أن كان من المقرر تصوير أكثر
من 30 عملا كان يجهز لها منذ فترة، لم يصور منها سوى 4 أعمال فقط منها
"المصابيح الزرق" و"بنات العيلة".
تعثر الدراما السورية هذا الموسم فتح الباب أمام الدراما المصرية وتتضمن
حوالى 33 مسلسلا مصريا هذا العام، أمام أسواق القنوات الفضاية وخصوصا
القنوات الخليجية منها والتى كانت تحد من انتشار المسلسل المصرى على
قنواتها بحيث لا يتجاوز عددها مسلسلين على شاشة القناة الواحدة فى بروتوكول
تم توقيعه بين القنوات الخليجية، أما بعض القنوات التى تصر على موقفها من
المسلسل المصرى فتستعين بالدراما اللبنانية كبديل عن الدراما السورية التى
اتسعت مساحة جماهيريتها أخيرا، حيث يتم حاليا تصوير أكثر من 10 مسلسلات
لبنانية على رأسها مسلسل "روبى" الذى تقوم ببطولته اللبنانية سيرين عبد
النور وتعاقدت عليه قنوات بانوراما دراما وقناة mbc التى تعرضه قريبا
ومسلسل "أجيال" من 90 حلقة.
كما يتم تصوير المسلسل اللبنانى الكوميدى "غزل البنات" للمخرجة اللبنانية
رندلى قديح وتعاقدت على عرضه حصريا قناة روتانا مصرية ليكون بديلا على
الشاشة للمسلسل السورى "صبايا" الذى كان يعرض كل عام بأجزائه المختلفة على
قناة روتانا خليجية ومصرية، ومفاجأة هذا العام مسلسل "المرافعة" الذى
يتناول قصة حياة الفنانة اللبنانية الراحلة سوزان تميم وهو إنتاج لبنانى
مصرى وتقوم ببطولته اللبنانية نادين نجيم.
وعن نتيجة اختفاء الدراما السورية هذا العام تباينت آراء النقاد وصناع
الدراما، حيث قال المخرج الكبير محمد عبد العزيز إن غياب الدراما السورية
سيعطى فرصة لنظيرتها المصرية لتستعيد مكانتها التى اهتزت الأعوام الماضية
بسبب تفوق السوريين عنا من حيث الإنتاج الضخم وغيره من العوامل التى ساهمت
فى تربع الدراما السورية على عرش الدراما عموما الأعوام الماضية .
وعن مواجهة الدراما اللبنانية للدراما المصرية أشار الى أن صناعة الدراما
فى لبنان ضعيف جدا ولا ترتقى لمنافسة الدراما السورية مرجعا الأسباب إلى
ضعف إمكانيات الإنتاج اللبنانى الذى دائما ما يكون عبارة عن حالات فردية
بالإضافة إلى أنهم لم يقدموا سوى عمل فنى أو عملين على الأكثر سينما أو
تليفزيون فى العام الواحد، مضيفا أنه لا يوجد هيكل إنتاج مناسب يتيح
الإمكانيات اللازمة لإخراج أعمال فنية بصورة جيدة إضافة إلى فقر
الاستوديوهات بلبنان الأمر الذى ينفى المقارنة بين الدراما اللبنانية
والسورية.
وقال الكاتب مجدى الابيارى إن المشاهد سيستعيض عن غياب الدراما السورية
بالمصرية التى يعتبرها الدراما الأم التى تعبر عن الجمهور بكل فئاته
وطبقاته ومعاناته بصورة أقرب إلى الحقيقة، وأكد الكاتب على أن جمهور سوريا
يلهث خلف الدراما المصرية لتنوع موضوعاتها بين التراجيدى والكوميدى
والأكشن.
وأضاف أنه من الجائز أن تحتل الدراما اللبنانية مكانة الدراما السورية لأن
اللغة متقاربة والطابع الدرامى واحد والمشاهد سيجد تشابها كبيرا فيما
بينهما لافتا الى أن لغة الصراع الدرامى مطلوبة حتى يكون هناك تنافس على
جودة الأعمال بين صناعها سواء مصرى أو سورى أو لبنانى.
بينما وصف الكاتب الكبير يسرى الجندى القائمين على صناعة الدراما السورية
بالأبطال لكونهم استعدوا بقائمة أعمال تصل إلى خمسة عشر عملا دراميا على حد
قولهم رغم توتر الأوضاع وعدم استقرارها والتى مازالت قائمة بين الشعب
والرئيس مع أنهم حتى الآن لم يبدأوا فى تصوير شىء ولكنهم يحاولون التغلب
على آلامهم ومشاكلهم.
واعتبر الجندى أن دخول الدراما السورية بأعمال هذا العام يعد مخاطرة فى ظل
الظروف الاقتصادية التى كبدت البلاد خسائر ضخمة وهذا سينعكس على إنتاجاتهم
التى عرفت بالضخامة وهو سر نجاحها، معلنا تأييده الكامل للمنافسة والصراع
بين الدراما المصرية والسورية واللبنانية.
وأشار الجندى إلى أن الدراما اللبنانية لا تستطيع أن تتحدى السورية لكونها
تعتمد على الموضوعات الاجتماعية فقط بينما تعتمد الدراما السورية على
الطابع التاريخى الذى يؤرخ للأحداث وهذا ما يسعد به الجمهور لولعه بالتاريخ
إضافة إلى الأعمال التى تميل إلى الكوميديا والأكشن وهو ما تفتقر إليه
الدراما اللبنانية.
وفى السياق ذاته أكد الناقد طارق الشناوى أن قلة إنتاج الأعمال السورية هذا
العام تنهى فكرة الصراع بين الدراما المصرية والسورية رغم أنها لم تعد
موجودة كما كانت قبل سنوات، لأن هناك العديد من الأعمال المصرية التى يشارك
فى إنتاجها القطاعان العام والخاص ونجد فيها ممثلين سوريين ومخرجين أيضا،
واصفا الدراما اللبنانية بالميتة حيث أكد أن الجمهور لا يتذكر مشهدا واحدا
للدراما اللبنانية أو اسم مسلسل على الإطلاق.