صنعاء/عدن: أقال الرئيس اليمني اخا غير شقيق للرئيس السابق علي عبد الله
صالح من قيادة القوات الجوية يوم الجمعة وقام بتغيير نحو 20 من كبار
الضباط ولكنه أبقى على ابن صالح وابن اخيه وحلفاء اخرين في قيادة وحدات
عسكرية مهمة.
وجاء هذا التغيير في الوقت الذي شن فيه متشددو القاعدة هجومين ضد موقعين
حكوميين . وكان متشددو القاعدة قد استغلوا عدم الاستقرار خلال عام من
الاحتجاجات ضد صالح لتعزيز انشطتهم.
وتولى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السلطة في فبراير شباط بعد
انتخابات رئاسية كان هو المرشح الوحيد فيها في اطار اتفاق تفاوض عليه جيران
اليمن يقضي بتنحي صالح بعد 33 عاما في السلطة.
وذكرت وكالة سبأ اليمنية للانباء ان هادي عين اللواء راشد علي ناصر
الجند قائدا للقوات الجوية بدلا من الاخ غير الشقيق لصالح اللواء محمد صالح
الاحمر الذي عين مساعدا لوزير الدفاع.
وبموجب اتفاق نقل السلطة يتولى هادي مهمة اعادة توحيد الجيش الذي انقسم خلال الانتفاضة التي استمرت نحو عام ضد حكم صالح.
وقالت وكالة سبأ انه تم ايضا استبدال ضابط رفيع بالجيش موال للواء
المنشق علي محسن الذي انشق على صالح بعد بدء الاحتجاجات اضافة الى محافظين
عينهما الرئيس السابق.
لكن التغييرات لم تشمل العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح ابن الرئيس
السابق وقائد الحرس الجمهوري أو ابن شقيق صالح العميد الركن يحيى محمد عبد
الله صالح الذي يقود قوات الامن المركزي.
ومن بين من تم تغييرهم محافظو اربع محافظات من بينهم محافظ تعز وهو حليف
وثيق لصالح قاد حملة دامية ضد المحتجين ومحافظ ابين في جنوب البلاد حيث
سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على مساحات من الاراضي.
وقال محمد الباشا المتحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن ان هذا اكبر تعديل عسكري في الايام الاخيرة وقد فاجأ الجميع.
وقال محللون ان هادي يحاول على ما يبدو ان يكون متوازنا من خلال تغيير مسؤولين من المعسكرين المتناحرين.
وقال المحلل اليمني سيف حسن ان هذه القرارات تثبت ان الرئيس هادي مميز
كقائد مسؤول . واضاف انه يعتقد ان هذه القرارات اتخذت بالتشاور مع كل
الاطراف السياسية.
وقال مسؤول أمني ان مفجرا انتحاريا يشتبه بانه من القاعدة فجر نفسه قرب
مبنى للشرطة في جنوب اليمن يوم الجمعة وذلك بعد ساعات من مقتل متشددين
اثنين عندما انفجرت قنبلة كانا يحملانها على متن دراجة نارية قبل الموعد
المحدد لها قرب مقر جهاز الامن المركزي في مدينة عدن بجنوب اليمن.
ولم ترد انباء اخرى عن سقوط ضحايا في اي من الهجومين.
وقال المسؤول الامني لرويترز “انفجرت قرب المبنى” مضيفا أنه يعتقد أن القتيلين كانا انتحاريين.
وقالت جماعة انصار الشريعة ذات الصلة بالقاعدة في بيان انها مسؤولة عن
الهجوم الفاشل وقالت ان اثنين من مقاتليها “استشهدا” بعد ان انفجرت القنبلة
بطريق الخطأ.
وقالت في بيان ارسلته عبر البريد الالكتروني ان “المجاهدين” كانا في طريقهما للقيام بعملية “جهادية” ضد هدف تابع لنظام صنعاء.
كما نفت الجماعة التقارير الحكومية التي زعمت قتل الجيش وقوات الامن
اكثر من 100 متشدد خلال الايام القليلة الماضية ووصفت هذه التقارير بأنها
كاذبة.
وكثيرا ما كان متشددون لهم صلات بتنظيم القاعدة يستخدمون دراجات نارية
لشن هجمات مسلحة على نقاط تفتيش تابعة للجيش من قبل بالاضافة الى بعض
الهجمات الانتحارية.
وفي ابريل نيسان الماضي هاجم مسلحون يشتبه بانهم القاعدة كانوا يركبون
دراجات نارية نقطة تفتيش عسكرية خارج زنجبار في اقليم ابين المضطرب بجنوب
اليمن. وقال مسؤول محلي في ذلك الوقت ان احد المارة قتل في ذلك الهجوم كما
اصيب طفل وجنديان.
ووقع انفجار يوم الجمعة بعد يوم من تعزيز السلطات اليمنية الامن في
السفارات الاجنبية ومواقع حكومية في العاصمة صنعاء بعد تحذيرات من هجوم
محتمل للقاعدة.
وقال مسؤول أمني لرويترز “تلقينا معلومات بخصوص خطط لتنظيم القاعدة لنقل
عملياته الى صنعاء.. نعتقد أنه يعد لشن هذه الهجمات باستخدام السيارات
الملغومة في أي وقت قريب.”
ويحارب اليمن اسلاميين متشددين من جماعة أنصار الشريعة التي تربطها صلات بالقاعدة في جنوب البلاد.
ووقعت غالبية الهجمات في جنوب اليمن حيث يوجد معظم مقاتلي أنصار
الشريعة. وقتل المتشددون 110 جنود على الاقل واخذوا العشرات رهائن في أعنف
هجوم شنوه يوم 4 مارس اذار في زنجبار.
وردت الحكومة اليمنية بشن غارات جوية وتستخدم الولايات المتحدة طائرات بدون طيار لمهاجمة المتشددين.